قال الدكتور رؤوف أبو ذكي رئيس مجموعة الاقتصاد و الأعمال، ان ملتقى الأعمال المصري-اللبناني المنعقد بدورته السادسة هذا العام يأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية ولكن علي الرغم من ذلك فانه يحظي بتنظيم مشترك من الجمعية المصرية- اللبنانية لرجال الأعمال ومجموعة الاقتصاد والأعمال.
اضاف خلال كلمته امام المنتدي مساء اليوم ان استمرار هذا الملتقى دليل على نجاحه وعلى الحاجة إليه كمنصة للتلاقي وتبادل الملاحظات والمقترحات وعرض المستجدات، وهي كثيرة في مصر وتتجلى في حركة الإصلاحات الشاملة وحركة العمران الواسعة وتطوير البنى التحتية في العاصمة وكل الأرجاء المصرية وكثيرة أيضاً في لبنان رغم الظروف الصعبة.ي
قال : نعقد هذا الملتقى بعد انقطاع قسري سببته الجائحة وما نتج عنها من تداعيات سلبية، باعدت بين الأصدقاء والشركاء لكنها لم تفرق بينهم.
ويأتي الملتقى أيضاً في ظروف شديدة التعقيد في بلدينا ومنطقتنا والعالم. فنحن نعيش في حقبة جديدة تفرض علينا البحث عن حلول جديدة وتعزيز العمل المشترك.
والعلاقات التاريخية بين مصر ولبنان قديمة، ومع مرور الزمن نشأت بين البلدين، حكاية خاصة تمتزج فيها المودة المتبادلة، والتلاقي والترابط والتآخي ليس فقط في الهوية العربية المشتركة والتخاطب بلغة واحدة بمصير واحد في المحطات التاريخية الكبرى، بل أيضا بالتعاون والتشارك في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والفنية.
وليس خافيا على أحد أن لبنان يمر هذه الأيام في أخطر منعطفاته منذ نشوء الكيان قبل مئة عام ونيف. يواجه أزمة متعددة الأوجه، ودفعت بفئات وشرائح واسعة من الشعب اللبناني الى حافة الفقر.
لكن مصر، كانت كعادتها الشقيقة الكبرى الحاضنة، فاضطلعت بدور المهدئ للازمات السياسية بفعل دورها الوسيط ومحافظتها على جسور الصداقة مع كل أنواع الطيف السياسي اللبناني، وبفعل توظيف علاقاتها القوية مع الدول العربية والكبرى من أجل الحفاظ على هوية لبنان العربية والتخفيف من أزماته. لا بل شرعت أبوابها من جديد، وتحولت إلى واحدة من أهم وجهات المستثمرين والحرفيين والمهنيين الباحثين عن أفق جديد.
إن إقبال اللبنانيين من مستثمرين وحرفيين ومهنيين على مصر دليل على وجود مناخ مشجع على الاستثمار والعمل والمبادلات التجارية، وإن كان الأمر يحتاج إلى المزيد من التسهيلات. لقد تحولت مصر بقيادة سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى مركز إقليمي دولي للنشاطات المتنوعة وما قمة المناخ العالمية المرتقبة في نوفمبر المقبل سوى الدليل.
ونحاول حصر الإنعكاسات السلبية للمتغيرات الإقليمية والدولية في أضيق نطاق. وهي قادرة على امتصاص هذه الانعكاسات بحكمة قيادتها وبحيوية شعبها وبمحبة وتقدير العرب وغير العرب لها.
والمساعي المبذولة لزيادة الصادرات واستقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية وتصحيح مساراتها المالية والنقدية ومراعاة الفئات الاجتماعية المختلفة فيها تساعد بالتأكيد على تحقيق المزيد من التقدم. ويسهم هذا الملتقى، في تفعيل المبادلات والاستثمارات بين البلدين بما يساعد في التخفيف من الأزمات القائمة في بلدينا.
إنّ العلاقات المصرية-اللبنانية لا يمكن النظر إليها من الزاوية الثنائية وحسب، بل إنها تنطوي على أبعاد خارجية ذات أهمية لا سيّما على الصعيدين العربي والأفريقي. ومجموعة “الاقتصاد والأعمال” ستقوم بدور فاعل في إطار تعزيز علاقة رجال الأعمال المصريين واللبنانيين في الأسواق الأفريقية بوسائل مختلفة في مقدّمها عبر شبكة المغتربين اللبنانيين في أفريقيا، أو عبر هيئات التمويل العربية والإقليمية وغيرها الكثير.
إنّ العلاقات المصريّة اللبنانيّة سواء في وجهها الثنائي أو المشترك، أمامها آفاق واسعة للنمو والتوسّع يساعد على ذلك حيويّة القطاع الخاص اللبناني وتحسّن المناخ الاستثماري في مصر في ظلّ تزايد الاهتمام الرسمي بالمستثمر الخارجي والإرادة السياسية المصمّمة على المضي في ورشة إصلاح شاملة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتّاح السيسي. ويبقى الدور الأكبر على عاتق القطاع الخاص الذي عليه تكثيف الاتصالات والمساعي على مختلف المستويات، آملين أن يبقى هذا الملتقى نموذجاً لهذا التواصل وأن يتكرّس كحدث دوري بين بيروت والقاهرة.