في أعقاب الحريق الكبير الذي اندلع عصر أمس داخل مبنى سنترال رمسيس بوسط القاهرة، أعلنت شركة فوري لتكنولوجيا البنوك والمدفوعات الإلكترونية أنها تمكنت من استعادة 70٪ من كفاءة شبكتها المعنية بالتحصيلات والتحويلات المالية حتى صباح اليوم، مشيرة إلى أن التعافي الكامل سيتم خلال ساعتين فقط.
وأكد المهندس أشرف صبري، الرئيس التنفيذي لشركة فوري القابضة، في تصريح خاص لجريدة ( ايجي ايكونومي)، أن الفرق الفنية بالشركة عملت على مدار ساعات الليل بالتعاون مع أجهزة الدولة،التي تعاملت بمنتهي الاحترافية للحد من آثار توقف الاتصالات والخدمات الرقمية التي تأثرت بالحريق. وأضاف:
> “الحكومة بذلت جهودًا كبيرة جدًا للسيطرة على الحريق، ونحن بدورنا فعلنا كل ما بوسعنا لضمان استقرار الشبكة وسلامة عمليات الدفع الإلكتروني، التي تمس حياة ملايين المستخدمين.”
تحرك علي أعلي مستوي
ويأتي ذلك في وقتٍ تقود فيه الدولة تحركًا سريعًا على أعلى مستوى، حيث قطع الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، زيارته الرسمية بالخارج، وعاد فجرًا إلى القاهرة لتفقد موقع الحادث ومتابعة عمليات السيطرة على الحريق، يرافقه عدد من قيادات الوزارة والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والشركة المصرية للاتصالات.
وأكد الوزير، خلال زيارته الميدانية، أن مصر لا تعتمد على سنترال واحد فقط في تقديم خدمات الاتصالات، مشيرًا إلى أنه تم بالفعل نقل جميع الخدمات من سنترال رمسيس إلى شبكة بديلة تضم عدة سنترالات لضمان استمرار الخدمة.
وأضاف طلعت:
> “عودة خدمات الاتصالات ستتم بشكل تدريجي خلال 24 ساعة، وقد تم بالفعل تأمين معظم الخدمات الحيوية، بما في ذلك النجدة والمطافئ والإسعاف والمطارات والموانئ.”
كما شملت الجولة زيارة المصابين في الحادث بمستشفيات المنيرة، دار الفؤاد، صيدناوي، والمستشفى القبطي، حيث وجّه الوزير بتوفير كل سبل الدعم والرعاية الطبية، وبتعويض المستخدمين المتضررين من توقف بعض الخدمات.
🔍 “فوري”.. شريان رئيسي للمدفوعات الرقمية في مصر
تلعب شركة فوري القابضة — المعروفة رسميًا باسم Fawry for Banking Technology and Electronic Payments S.A.E. — دورًا محوريًا في البنية التحتية للمدفوعات الرقمية في مصر، وتُعد من أكبر الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا المالية بالمنطقة.
تأسست في عام 2008، وتخدم اليوم أكثر من 35 مليون مستخدم نشط.
تمتلك شبكة تتجاوز 166 ألف نقطة بيع، وتنفذ يوميًا ما يزيد عن 3 ملايين معاملة مالية.
تتيح خدماتها في التحصيلات، فواتير الكهرباء والمياه، المدفوعات الحكومية، التبرعات، إعادة الشحن، الخدمات البنكية، وغيرها.
أدرجت الشركة في البورصة المصرية (EGX) وتوسّعت مؤخرًا عبر استثمارات في شركات تقنية ناشئة، في إطار استراتيجية النمو والتوسع داخل السوق المصري وخارجه.
وفي ظل أهمية “فوري” كمزود رئيسي لحلول الدفع الرقمية، فإن أي تأثير على بنيتها التحتية يُعد بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الدولة والشركات على تجاوز الأزمات المفاجئة. ويبدو أن التنسيق العاجل بين الحكومة والقطاع الخاص، قد نجح في منع تفاقم الأزمة والحد من انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية.
دروس في الجاهزية والاحتواء
يؤكد هذا الحادث، رغم قسوته، على أهمية امتلاك بنية تحتية رقمية مرنة، قادرة على استيعاب الصدمات واستعادة الخدمات سريعًا. ويكشف عن نموذج للتعاون الفوري بين الحكومة وشركات التكنولوجيا الكبرى، حيث تحولت الاستجابة من مجرد رد فعل إلى إدارة أزمة ناجحة بمقاييس زمنية وتقنية عالية.
وبينما ينتظر المواطنون استعادة الخدمات كاملة خلال ساعات، يبقى الرهان الحقيقي على قدرة الدولة وشركات التكنولوجيا على تحويل الأزمة إلى فرصة لإعادة تقييم البنية السيبرانية وتعزيز استراتيجيات الطوارئ الرقمية.







