أكد المشاركون في جلسة “التحول الرقمي – خلق بيئة الأعمال وثقافة تجربة المستخدم” ضمن فعاليات معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Cairo ICT 2021 في دورته الخامسة والعشرين المقامة بمركز مصر للمعارض الدولية في منطقة القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس خلال الفترة من 7 إلى 10 نوفمبر، على دور التحول الرقمي في تطوير حياة الأفراد من خلال تطويع إسهامات التقنيات الحديثة.
أدار الجلسة المهندس أيمن الجوهري، مدير عام سيسكو مصر وشمال إفريقيا وبلاد الشام، الذي كشف عن أن سيسكو تركز اهتمامها في مصر على برنامج التسارع الرقمي لدعم كافة قطاعات الدولة بالحلول التقنية اللازمة، مشيرًا إلى أن الشركة تضع في خطتها تقليل استخدام الطاقة إلى أدنى حدودها بحلول 2025، مشددًا على أن تجربة التكنولوجيا في مصر والعالم تغيرت كثيرًا عقب جائحة كورونا.
وقال الجوهري إن تقليل التعاملات التقليدية والتحول إلى تنفيذ الأعمال عن بُعد ساهم في تحسن البيئة والمناخ، مشيرًا إلى أن سيسكو تعد سادس أكبر مورد لحلول السوفت وير في العالم، وتتطلع لزيادة حصتها السوقية الفترة المقبلة، بالتزامن مع توسع التجارب الرقمية بمختلف دول العالم.
من جانبه، قال سامح صبري، الرئيس التنفيذي لشركة ونترشال، إن أهم عنصر في عملية التحول الرقمي هو تحديد أهداف الحكومات والمؤسسات، لافتاً إلى أن الإنتاج بأقل تكلفة أهم تحديات الرقمنة، خاصة مع تغيير سعر برميل البترول، الذي اختلف خلال الفترة السابقة بشكل كبير، بينما يحتل تحدي الحصول على أكبر كم من البيانات والاستفادة منها صدارة التحديات.
وأشار محمد سامي، مدير عام SAP مصر والشرق الأوسط، إلى أن شركته ترى فرصًا استثمارية واسعة في مجال تطبيقات التحول الرقمي بالسوق المصري، وتعمل على المشاركة بها، مؤكدًا أن مصر أحد أبرز دول المنطقة المتطورة في مجالات عدة بالإضافة إلى تركيز الحكومة بشدة على عملية التحول الرقمي، الأمر الذي جذب شركتنا لتوسع استثماراتها في مصر.
وأضاف سامي أن الشركة توفر لمصر المنتج التقني الألماني في الوقت الذي تعمل مصر على زيادة صادراتها إلى الخارج من الابتكار وتنفيذ الأفكار الواعدة، مؤكدًا أن عملية التحول الرقمي يصاحبها تطور مستمر حتى نصل إلى الحياة الذكية بما يزيد من مسؤوليات جميع المؤسسات.
وأوضح أن الرقمنة أثّرت على سلوك جميع المستخدمين من حيث التطوير والاستخدام، بما ساهم في تطوير حياة الأفراد ومستوى المعرفة، مشيرًا إلى أنه على مستوى الشركات فالتحول الرقمي هو تغيير كافة مجريات الأعمال لتقديم منتج متكامل في أفضل صورة.
من جانبه، قال كريم حمزة، الرئيس التنفيذي لشركة ناشيونال سيستمز، إن التحول الرقمي وسيلة متطورة يهدف إلى الارتقاء بالخدمات المقدمة، سواء كانت من الحكومات أو المؤسسات لجميع عملائها، مشيرًا إلى أنه على سبيل المثال يمثل أداة أساسية لتوسيع قاعدة مستخدمي الشمول المالي من خلال تطوير القطاع المصرفي، ويوفر خدمة جيدة بشكل أسرع وأسهل.
وأضاف حمزة أن تحليل البيانات أهم عنصر في التحول الرقمي، فضلًا عن الاستفادة من البيانات الضخمة الموجودة وتأمينها بالشكل الأمثل، مشيرًا إلى أن هذا المجال يوفر العديد من فرص العمل للشباب، موضحًا أن الشركة بدأت في مصر منذ عام 2014 بمجموعة من المتخصصين، مشددًا على أن الشركة لها عدة أهداف أساسية نعمل على تحقيقها وفق استراتيجية متكاملة لاستدامة عملية التنمية.
من جهته، قال علي شبدر، المدير الإقليمي لشركة زوهو بالشرق الأوسط وإفريقيا، إن 75% من أعمال التحول الرقمي فشلت على مستوى العالم، حيث قاربت الميزانيات التي أُنفقت عليه لنحو 900 مليار دولار، مشددًا على أنه رغم إنفاق ذلك المبلغ فشلت أغلب الاستراتيجيات، متسائلًا عن السبب الذي أدى إلى الفشل في التحول الرقمي “هل هو عدم وجود التكنولوجيا أم نقص إعداد المهارات والكوادر”.
وأضاف “شبدر” أن الشركة لديها مجموعة مميزة من البرامج والخدمات التي تساعد على تنفيذ الأعمال، حيث تقدم أكثر من 25 تطبيقًا على الإنترنت، مشيرًا إلى أنه منذ انطلاق الشركة وتعمل على إنتاج الحلول المختلفة حتى توجهت لتقديم خدمات منصات الحوسبة السحابية حتى تخطى عدد عملائنا الذين يديرون أعمالهم عن طريق السحابة عشرات الآلاف.
واستشهد أسامة مسلاوي، الرئيس التنفيذي للتحول الرقمي والقطاع الحكومي بشركة هواوي شمال إفريقيا، بنموذج “أوبر” للتحول الرقمي باعتباره أول نموذج عمل رقمي متكامل، مشيرًا إلى أنه خلق شكلًا جديدًا لعمليات التحول من digital to smart حيث كان من أوائل التطبيقات الذكية التي تعمل على احتياجات المستهلكين في سلك ذلك المنهج.
وأضاف مسلاوي أن نفقات رقمنة الطرق في المدن الذكية تتراوح بين 30 إلى 35% من إجمالي التكلفة، وتعتبر قيمة مرتفعة بالنسبة لإجمالي تلك المشروعات، متابعًا أن هناك عدة طرق لاستغلالها في تحقيق عائد مادي لتغطية تكاليفها على المدى البعيد مثل استخدامها في إقامة اللوحات الإعلانية بالإضافة إلى تدشين نقاط لنشر الإنترنت “واي فاي” وغير ذلك من الاستخدامات التجارية.
وكشف حسن السكري، استشاري حلول الأعمال الرقمية، عن أن عملية التحول الرقمي تعتمد على أفكار التطبيقات الذكية المختلفة، التي تخدم احتياجات الأفراد، لتسهيل الحياة وتقليل إهدار الموارد من الجهد والمال، فضلًا عن الطاقة وتحسين جودة البيئة من خلال تقليل المعاملات التقليدية، وتطوير تجربة المستخدم وتحقيق أكبر قدر من الرفاهية له.
وأشار السكري إلى تأثير تلك التطبيقات على حياة الأفراد من خلال عدة أوجه أبرزها تغيير بوصلة سوق العمل بشكل كبير، وابتكار نموذج عمل جديد، موضحًا أن التطبيقات تعتمد بشكل أساسي على تجربة العميل، وتلبية احتياجاته بسرعة، لتحقيق أعلى نسبة من الرضا في أسلوب التعامل مع التطبيقات، للحصول على الخدمة، وفي حال وجود أي صعوبات يبحث الأفراد عن بديل لها بشكل فوري.