شهد الذهب ارتفاعاً قياسياً هذا الشهر، متجاوزاً حاجز 4,000 دولار للأونصة للمرة الأولى في التاريخ، مع زيادة سنوية تجاوزت 50%. ويأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع استعداد ملايين المقيمين الهنود في الإمارات للاحتفال بمهرجان الديوالي، في مشهد يعكس مزيجاً فريداً من الالتزام بالتقاليد الثقافية والحس المالي العملي. شراء الذهب خلال موسم الديوالي يُعد تقليداً راسخاً يحمل رمزية جلب الحظ والرخاء، إلا أن الأسعار القياسية البالغة 4,164 دولاراً للأونصة جعلت موسم هذا العام استثنائياً.
وقال فرحان بدامي، مدير تطوير الأعمال في إيتورو، إن عام 2025 كان عاماً مليئاً بالتقلبات في الأسواق. فالتوترات الجيوسياسية، والحروب التجارية، وتقلبات العملات دفعت البنوك المركزية إلى شراء الذهب بوتيرة قياسية، للأسباب ذاتها التي تدفع الكثير من العائلات لشرائه خلال الديوالي: لأنه الملاذ الآمن في أوقات عدم الاستقرار، ويُعد من الأصول التي تميل للارتفاع على المدى الطويل. وأوضح أن هذا العام يختلف عن أي عام مضى، إذ يتزامن المهرجان مع أسعار تاريخية غير مسبوقة.
ورغم الأسعار المرتفعة، فإن النشاط التجاري في سوق الذهب لا يزال نشطاً، لكن مع تغير في سلوك المشترين. فبدلاً من شراء قطع ثقيلة ومزخرفة، يتجه العديد من المشترين نحو العملات الذهبية الصغيرة أو المجوهرات الأخف وزناً، أو توزيع مشترياتهم على مدار العام. كما يلجأ البعض إلى استخدام حسابات مصرفية مرتبطة بالروبية لتخفيف أثر ارتفاع الأسعار، مستفيدين من فروقات أسعار العملات.
وبحسب تجار الذهب، ساهم موسم الديوالي في دعم المبيعات بالرغم من تراجع أحجام الشراء، إذ منح الزخم الموسمي الأسواق دفعة قوية. كما أن التجار الذين قاموا بتخزين الذهب في وقت مبكر يستفيدون اليوم من هوامش ربح مرتفعة. ويُعد سوق الذهب في دبي مؤشراً عالمياً على الطلب الهندي خلال موسم الديوالي، حيث توفر الإمارة ميزات تنافسية تشمل إعفاءات ضريبية، ومعايير نقاء عالية، وتنوعاً كبيراً في المعروض. وتشهد احتفالات ديوالي 2025 (17 إلى 26 أكتوبر) عروضاً ترويجية بقيمة 150,000 درهم، إلى جانب حملات تسويقية مبتكرة تهدف إلى دعم المبيعات رغم الأسعار القياسية.
وأضاف بدامي أن ما يشهده موسم الديوالي هذا العام يمثل دراسة حالة حقيقية في كيفية تكيف العادات الثقافية مع الأوضاع الاقتصادية، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار لم يُوقف شراء الذهب، بل جعل المشترين أكثر وعياً واستراتيجية، فالأهمية لا تكمن في حجم الإنفاق، بل في رمزية المناسبة والنية التي تحملها.







