تسعى الحكومة المصرية من خلال رؤية مصر 2030 والأفق الأبعد حتى 2050 إلى إعادة صياغة هيكل الاقتصاد ليعتمد على قطاعات جديدة أكثر استدامة وأقل تأثرًا بالتقلبات العالمية. وتوضح المستهدفات أن الاتصالات والصناعة والسياحة والطاقة المتجددة ستكون الأعمدة الأساسية للنمو المستقبلي، فيما يجري العمل على تقليص الاعتماد على النفط كمورد رئيسي.
مستهدفات 2030: قاطرة التحول الاقتصادي
الاتصالات: رفع مساهمة القطاع ليصبح بين أكبر ثلاثة قطاعات في الاقتصاد، مع نمو يتجاوز 12%.
الطاقة: خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري وزيادة نصيب الطاقة المتجددة إلى 42% من مزيج الطاقة.
الصناعات التحويلية: مضاعفة المساهمة إلى 15% على الأقل من الناتج المحلي.
السياحة: استقبال نحو 30 مليون سائح سنويًا بمساهمة تصل إلى 12% من الناتج المحلي.
الزراعة: زيادة الإنتاجية الزراعية بما لا يقل عن 25% مع توسيع نظم الري الذكي.
مستهدفات 2050: اقتصاد منخفض الكربون
الطاقة المتجددة: تمثل أكثر من 60% من مزيج الطاقة.
الصناعات الخضراء: الاعتماد على الهيدروجين الأخضر، الأمونيا الخضراء والاقتصاد الدائري.
القطاعات الرقمية: الاستحواذ على أكثر من 20% من الناتج المحلي مع تحول مصر لمركز إقليمي للابتكار الرقمي.
السياحة: التحول إلى سياحة خضراء بالكامل تعتمد على استدامة الموارد.
الخدمات الحكومية: استكمال الانتقال إلى الحكومة الرقمية بما يرفع الكفاءة ويخفض التكاليف.
الأداء الفعلي 2023/2024 – 2024/2025: قراءة في المؤشرات
رغم الطموحات البعيدة، تكشف بيانات وزارة التخطيط عن أداء فعلي يعكس تقدم بعض القطاعات وتراجع أخرى:
الاتصالات: تصدرت المشهد بنمو 8.1% في 2023/2024 ارتفع إلى 10% في 2024/2025، لتؤكد أنها قاطرة الاقتصاد الرقمي.
النفط: واصل التراجع من -1.1% في 2023/2024 إلى -3.5% في 2024/2025 نتيجة تذبذب الأسعار وتراجع الإنتاج.
الإنشاءات: استقرت عند 4.4% في 2023/2024 لترتفع إلى 4.7% في 2024/2025، مدفوعة بالمشروعات القومية.
الصناعات التحويلية: ارتفعت من 3.3% إلى 4%، لكنها لا تزال دون مستهدفات الرؤية، ما يستدعي مزيدًا من الدعم.
السياحة: سجلت تعافيًا واضحًا من 4.3% في 2023/2024 إلى 5.3% في 2024/2025.
الزراعة: حافظت على نمو مستقر 3% إلى 3.3%، مع تحديات المياه والتغير المناخي.
الخدمات الحكومية: ارتفعت مساهمتها بشكل طفيف من 3.7% إلى 3.8%.
تؤكد المؤشرات أن الطريق إلى رؤية 2030 و2050 ما زال مليئًا بالتحديات، إلا أن الاتجاه العام واضح: مصر تراهن على الاتصالات، السياحة، الصناعة والطاقة المتجددة كدعائم أساسية للنمو، في حين يظل قطاع النفط الحلقة الأضعف التي تتطلب إعادة هيكلة شاملة.







