في وقت يشهد فيه المشهد السياسي المصري حالة من الترقب والتكهنات، يتصدر اسمان بارزان أحاديث الصالونات السياسية ومنصات الرأي العام: الفريق كامل الوزير، رجل المشروعات القومية القوي، والمهندس مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء الحالي الذي قاد الحكومة المصرية في واحدة من أكثر مراحلها حرجًا وتحولاً.
الفريق كامل الوزير: “رجل المهام الصعبة” يواصل الصعود
من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إلى قيادة وزارتي النقل والصناعة، ثم إلى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، يواصل الفريق كامل الوزير تثبيت أقدامه في قلب دوائر صنع القرار. الوزير الذي أُطلق عليه لقب “رجل المهام الصعبة”، لم يأتِ من خلفية سياسية تقليدية، بل من عقلية تنفيذية عسكرية أثبتت كفاءتها في إدارة أعقد ملفات البنية التحتية في مصر الحديثة.
مسيرته حافلة بالمشروعات التي تحوّلت إلى رموز قومية: قناة السويس الجديدة، أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد، العاصمة الإدارية الجديدة، والعشرات من شبكات الطرق ومشروعات الإسكان والمجمعات الصناعية. كل ذلك جعله أحد الأسماء المرشحة بقوة لتولي أدوار أكبر في الدولة.
وعلى الرغم من غياب إعلان رسمي، إلا أن تصعيده الأخير إلى منصب نائب رئيس الوزراء، مصحوبًا بإدارة حقيبتي الصناعة والنقل، اعتبره كثيرون تمهيدًا محتملاً لمنصب أعلى، ربما رئاسة الحكومة ذاتها، خاصة في ظل الحديث المتجدد عن تعديل وزاري وشيك.
مصطفى مدبولي: التكنوقراطي الذي قاد الدولة وسط العواصف
على الجهة الأخرى، يواصل المهندس مصطفى مدبولي أداءه كرئيس لمجلس الوزراء منذ 2018، محافظًا على نهج تكنوقراطي يوازن بين التخطيط العمراني والإدارة التنفيذية. مدبولي، الذي يحمل في جعبته خلفية أكاديمية قوية وخبرة أممية سابقة، كان مهندس مشروعات الإسكان القومية قبل أن يصبح صانع السياسات الأوسع للدولة المصرية.
قاد مدبولي الحكومة خلال فترة تفشي جائحة كورونا، وإطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادي، وتوسع الدولة في مشروعات التنمية العمرانية. لكنه، ورغم قدرته على تسيير الملفات الكبرى، بات يواجه تساؤلات حول مستقبله السياسي، خاصة مع بروز شخصيات تنفيذية ذات حضور شعبي ورسمي متنامٍ، من بينها الفريق كامل الوزير.
شائعات وتكهنات… بلا تأكيدات
خلال الشهور الماضية، راجت شائعات حول تغييرات وشيكة في رأس الحكومة المصرية. زاد من حدتها منح الفريق كامل الوزير صلاحيات موسعة وتكليفه بملفات تتجاوز نطاق النقل والصناعة. البعض ذهب حد توقع ترشيحه لرئاسة الحكومة، بينما تداول آخرون احتمال طرح اسم مصطفى مدبولي كمرشح لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية، وهو ما لم تؤكده أي مصادر رسمية حتى اللحظة.
مراقبة هادئة ومشهد مفتوح
المشهد لا يزال مفتوحًا. لا قرارات رسمية حتى الآن، لكن ترتيب الأدوار داخل الحكومة وتوزيع الثقل بين شخصياتها الرئيسية يشير إلى أن تغييرات قادمة قد تكون أكبر من مجرد تعديل وزاري تقليدي.
في النهاية، يبقى المواطن هو المعني الأول بنتائج هذه التحولات، بين من يواصل تنفيذ شبكات الطرق ومجمعات التصنيع، ومن ينسّق السياسات الاقتصادية في ظل أوضاع إقليمية متغيرة. وفي قلب هذا الترقب، تبقى أعين الجميع معلقة على ما ستقرره القيادة السياسية في اللحظة المناسبة.







