ناقشت جلسة إعداد الدول لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى، المنعقدة على هامش فعاليات معرض ومؤتمر سبورتس اكسبو 2023، اليوم الخميس 23 فبراير 2023، سبل تعظيم دور الرياضة في الاقتصاد القومي والمجتمع من خلال تحديد ووضع الآليات والضوابط المطلوبة لذلك، ودور الدولة والقطاع الخاص للاستفادة بأكبر قدر يمكن تحقيقه من تنشيط المجال الرياضي، وذلك بحضور وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي.
وشارك في الجلسة نخبة من المتخصصين على أعلى مستوى من الخبرات العلمية والتطبيقية في مجال تخصصاتهم، ومنهم مدير معهد الأعمال الرياضية، جامعة لوفدورو بلندن، المملكة المتحدة ايد اندريا جيورن، والسيد تونى هولدينج المدير التنفيذي لشركة سورت فيف – استراليا، والسيد ايدوارد سابا مؤسس ستادينا الشركة المنظمة لمسابقة أيرون مان نائب المدير العام للاتصالات التسويقية وتجربة الفعاليات، والسيد خالد على المولوي، نائب المدير العام في اللجنة العليا للمشاريع والإرث بدولة قطر التي نظمت كأس العالم قطر 2022، وفرانشيسكو جفايير هيرنانديز مدير المشاريع الدولية في الدوري الإسباني لاليجا.
وخلال الجلسة عرض المشاركون من اللجنة العليا للمشاريع والإرث بدولة قطر، الدور الذي قامت به اللجنة في تنظيم فعاليات كأس العالم 2023، والذي يشمل كافة الإجراءات التي تمت قبل عرض ملف الاستضافة على الاتحاد الدولي لكرة القدم، للاستعانة بها عن تقديم مصر طلبها لاستضافة كأس العالم، ودورة الألعاب الأوليمبية 2036.
وأوضح المشاركون من اللجنة، بعض الحقائق والأرقام الخاصة ببطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢، مثل البنية التحتية التحتية المطلوبة من استادات وأماكن معيشة ووسائل التنقل، والمصروفات والايرادات المباشرة وغير المباشرة وكافة العوائد التي اكتسبتها دولة قطر من التنظيم.
قال توني هولدنج، المدير التنفيذي لشركة سورت فيف – استراليا، خلال الجلسة إن الشروط المطلوبة للدول لاستضافة ملف الأوليمبيات تتمثل في قدرتها على إعداد وتهيئة البنية التحتية المناسبة لذلك، خاصة وأن هناك استراتيجية جديدة لإضافة عشرين لعبة أخرى عام ٢٠٢٣، موضحاً أنه خلال٢٠٢١ كانوا يعملون قبلها ب ٧سنوات على إعداد البنية التحتية المناسبة، كما أن الإرادة السياسية والدعم الحكومي والموقع الجغرافي لهم دور كبير في إعداد الدول لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى، إلى جانب ضرورة وجود حوار مستمر بين جميع الأطراف ذات الصلة لمناقشة التيسيرات والميزانية ونماذج التمويل ووجود رؤية محورية للأمر، فالمتطلبات يجب أن تكون على قدر المستوى خاصة وأن هناك عامين بين كل حدث وأخر وهو ما يمثل فرصة لدراسة الاختلافات والخطط الخاصة بكل مدينة وتطوير الخطط اللازمة لإعداد الدول.
وقال ايدوارد سابا، مؤسس ستادينا الشركة المنظمة لمسابقة أيرون مان: “بدأنا تنظيم أيرون مان قبل الحدث بعام واحد، وساعدنا على ذلك الإمكانات الجغرافية التي تتمتع بها مصر، وكذلك القوى البشرية والطبيعة والدعم الحكومي الذي قدمته وزارة الشباب والرياضة التي لبت جميع الاحتياجات حتى يخرج الحدث في مصر تطلع بصورة رائعة.
ثمنت أندريا جيورن جهود وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي في تطوير المنظومة الرياضية في مصر وكذلك جهود الدولة المصرية في إعداد البنية التحية المناسبة لاستضافة وتنظيم الفعاليات الرياضية المختلفة التي تسهم في تحقيق أهداف الدولة المرجوة من تنظيم هذه الفعاليات، مضيفة أن مثل هذه الفعاليات تجعل مصر قبلة للسياحة من خلال الفعاليات المختلفة التي يتم تنظيمها خاصة وأنها تساهم في توفير الكثير من فرص العمل وزيادة الدخل الأجنبي.
قال السيد خالد على المولوي، نائب المدير العام في اللجنة العليا للمشاريع والإرث بدولة قطر التي نظمت كأس العالم قطر 2022، إن الرياضة الآن أصبحت صناعة واستثمار ، منوهاً بأنه عندما استضافت قطر فعاليات كأس العالم 2022 لم يكن الهدف التنظيم في حد ذاته ولكن تسويق الدولة من خلال إيجاد فرص استثمارية وهو ما تم بالفعل حيث تم تطوير البنية التحتية للدولة التي ساهمت في توفير فرص عمل للشباب فضلاً عن توجيهنا رسالة للعالم أن العرب قادرون على تنظيم الفعاليات الرياضية الدولية، مضيفاً أن مصر تعمل بشكل مستمر على تطوير البنية التحتية الخاصة بالمنشآت الرياضية وهو ما يفيد بشكل كبير في استضافة الفعاليات الرياضية العالمية.
أوضح فرانشيسكو جفايير هيرنانديز مدير المشاريع الدولية في الدوري الإسباني لاليجا، أن البنية التحتية مهمة جداً وتسلط الضوء على الدول لتمكينها من استضافة الفعاليات العالمية قائلاً “نقدم كل الدعم ونعمل مع كافة المنظمات المختلفة لمساعدة الدول على استضافة الفعاليات الرياضية الدولية”.
قالت أيتن أحمد، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة، إن تنظيم الأحداث الرياضية يسهم بشكل كامل في تحسين الصورة الذهنية للدولة ككل من خلال السياحة، منوهة بأن مصر استضافت العديد من الفعاليات التي تؤكد قدرة مصر على الاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات، مضيفة أن مصر لديها العديد من المقومات السياحية للفريدة، لافتة إلى أنه يمكن تنظيم فعاليات مختلفة لكافة الرياضات، وهو ما يسهم في الترويج للمناطق السياحية، مشيرة إلى تعاون الهيئة مع وزارة الشباب والرياضية في تنظيم 20 حدث وبطولة رياضية.
وخلال الجلسة تم وضع مجموعة من النقاط المهمة المرتبطة بإعداد وتجهيز الدول لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى مثل متطلبات استضافة الأحداث الرياضية الكبرى المتطلبات الإنشائية – المتطلبات التنظيمية)، العوائد المتوقعة من استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، عرض بعض النماذج للأحداث الرياضية الكبرى على المستوى العالمي، والسياحة الرياضية المصاحبة للأحداث الرياضية الكبرى.
ضرورة مخاطبة المجتمع الرياضي بكافة مكوناته، من خلال خطاب علمي متخصص بنكهة تطبيقية تصل إلى كافة تركيبات المجتمع ومكوناته لمناقشة كل الأفكار والقضايا المرتبطة بتطوير الرياضة في مصر والوطن العربي، كانت على راس المناقشات، التي خلصت إلى ضرورة بحث سبل تعظيم دور الرياضة في الاقتصاد القومي والمجتمع والتعرف على أحدث الصناعات والاتجاهات العالمية في مجال الرياضة وذلك من خلال دعوة العديد من الخبراء في ذات المجال من مختلف دول العالم لمناقشة أهم القضايا والمستجدات على الساحة الرياضية.
ونظراً لتزايد الاعتماد على صناعة الرياضة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية في مختلف دول العالم، فالمناقشات خلال الجلسة شددت على أن التوقيت الحالي أصبح مناسباً أكثر من أي وقت مضى للدولة المصرية للاستفادة من هذا الزخم الكبير على الساحة الرياضية العالمية، من خلال إقامة التحالفات واستقطاب المزيد من الشركاء العالميين والمؤسسات الدولية للتعاون مع الشركات والقطاعات الرياضية المحلية.
أشار الحضور خلال الجلسة إلى أهمية سبورتس إكسبو 2023، كونه يمثل السبيل لإطلاق إمكاناتنا الحقيقية، وتحطيم جميع الأرقام القياسية من خلال بناء خارطة طريق لمواطنين أصحاء لائقين بدنياً، وتحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفع، وتعظيم الاستفادة من صناعة تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.